رواية عشق الهوى بقلم نونا المصري

موقع أيام نيوز


ساعة يفكر ويفكر وعندما عجز عن ايجاد حل قام بفتح درج مكتبه الذي كان مغلقا منذ خمس سنوات واخرج منه دفتر قديم غلافه كان مصنوعا من الجلد فوضعه على الطاولة امامه نظر إليه مطولا وكان يبدو متوتر للغاية ولكن سرعان ما فتحه واخذ يحدق بقصائد الشعر التي كتبها على اسطر هذا الدفتر عندما كان اصغر سنا مفعما بالأمل والحياة حيث كان شاعرا رقيق المشاعر عاشقا لكتابة القصائد المعبرة بعيدا كل البعد عما هو عليه الان فامسك بقلمه الذي هجره منذ اكثر من خمس سنوات وكأن الشاعر العاشق النائم في داخله قد استيقظ اخيرا بعد سبات عميق ..فتح صفحة جديدة فارغة وبدأ يكتب على سطورها قصيدته التي تعبر عن ألم الشوق لمعشوقته الحبيبة مريم التي اسرته فاصبح سجين بمحراب عينيها الجميلتين.

فكانت قصيدته كالتالي 
يا من في صوتها أسمع أعذب التغاريد ..
وفي بريق عينها أرى بهجة الحياة وفتنة المواعيد ..
قولي لي بربك يا مريم كيف سأحتمل اشتياقي الشديد
وألون دفتر حياتي بعد رحيلك إلى الرغيد.. 
يا من سافرتي وحبك متأصل في قلبي الى المدى البعيد..
و تغلغل حبك في المسامات حتى الوريد
و قدمت روحي بين يديك كما الوليد ...
و جعلت لك القلب قلادة على الجيد
وبكلمات جعلتني بركانا وأنت كما الجليد !
وكنت إليك ايتها الجميلة كما تريدي لا كما انا أريد
و كنت في حبك مريمتي كما العاقل الرشيد
أقف هائما في محراب عينيك كما المريد
فكنت إذ ما رأيتك كأني في يوم عيد
أدنو إليك بلهفة ملئى بعشق جديد
و أنقش في حبك تحفة الحرف الفريد
وأقول لك في الشعر أعذب القصيد
و أصدق مشاعر أتى بنبضها وريد
فإن غنيت آهاتي أتى الكون في ترديد
أسكبه كما المزن حبي و تطلبين المزيد
حتى أمسيت في حبك يا مريم هائما كشريد..
فكيف لك أن تهجري ولقلبك عني أن يميد
وكيف لي يا فتنتي ان أوقف نبضات قلبي عن حبك و أقطع الوريد 
عودي يا وردتي فأنا في بعدك أصبحت حقا جبل من الجليد !
وبعد ان افرغ ما في قلبه من احزان على تلك الورقة ذات اللون الباهت اغلق دفتره واعاده الى الدرج ثم نهض من مكانه ومسح دموعه المتمردة التي رافقته مع كل كلمة كتبها ثم اطفأ ضوء الغرفة الخاڤت وخرج منها متوجها الى غرفة نومه اوقفه صوت امه عن صعود السلالم حين سألته وهي جالسة برفقة اخوته في غرفة المعيشة رايح فين يا ادهم 
نظر اليها وقال هطلع انام.
رفعت السيدة كوثر حاجبها بتعجب وسألته بدهشة عايز تنام دلوقتي !
فتنهد بقوة واردف انا تعبان يا ماما وعايز اطلع علشان استريح.
فقالت اخته رغد والتي كانت جالسة برفقة امها وشقيقها الاخر معاذ وزوجته سلوى طيب مش عايز تتعشى معانا 
رد عليها مش جعان... تصبحوا على خير.
قال ذلك ثم صعد إلى غرفته الكلاسيكية الراقية ورمى نفسه على السرير ولكنه لم يستطع النوم ابدا واخذ يفكر بحبيبة قلبه ودمعته تسيل على وجنته اما شقيقه معاذ فقال انتوا مش ملاحظين يا جماعة ان ادهم اتغير اوي في اخر فترة
فقالت سلوى ايوا انا لاحظت تغيره فعلا ...حتى اني بقيت خاېفه عليه اوي.
فقالت رغد وانا كمان ملاحظه انه مابقاش زي الاول... دا حتى مابقاش يقعد معانا وكل ما يرجع من الشغل يقفل على نفسه في المكتب وما يخرجش منه غير وقت العشا بس النهاردة حتى مش عايز يتعشى !
فقالت السيدة كوثر انا لازم ادور له على عروسة تنسيه البنت اللي اسمها ميرا دي... هو بقى كدا بسببها ومعرفش ليه مش عايز ينساها.
فقال معاذ مظنش ان ميرا السبب
في تغيره الاخير...بس لو كانت هي السبب بجد يبقى احنا لازم نخليه ينساها لانها ماټت من خمس سنين وجيه الوقت علشان يحب وحدة تانيه.
تسارع في الاحداث.................
مر اسبوعين آخرين وكانت مريم سعيدة لحصولها على عمل برفقة صديقتها الهام في شركة خالد نجم الذي كان يعاملهن بلطف شديد وسمح لنفسه بأن يصبح صديقهن اكثر من كونه رب عملهن الوسيم والطيب ... كما ان مريم قررت ان تخفي امر حملها عن عائلة السيد عمر لئلا تجعلهم يحملون همها وهم طفلها وقررت ان تبحث عن شقة صغيرة لتستقر فيها هي وصديقتها حيث انها شعرت بنفسها تشكل عبئا عليهم وبالفعل بدأت تبحث عن عدة شقق سكنية قريبة من مكان عملها.
وذات يوم.....
كانت جالسة في مكتبها الذي في شركة خالد ولكنها لم تكن تعمل بل كانت تبحث عن شقة للإيجار تناسب مستواها المادي...وبينما تحدق في شاشة الكمبيوتر سمعت صوت رجل يقول مريم... انتي عايزة تنتقلي من بيت عم الهام ! 
رفعت رأسها لتجد خالد واقفا خلفها وقد عرف انها تنوي الانتقال من منزل السيد عمر.. فقالت بتلعثم انا ... بصراحة اه عايزه استقر لوحدي في شقة صغيرة بس كل الشقق اللي لاقيتها اجارها عالي وبعيدة عن الشركة.
خالد طيب ليه ما قولتيليش الكلام دا
مريم انا مش
 

تم نسخ الرابط