رواية اسيرة الشيطان للكاتبة دينا جمال كاملة
المحتويات
تلك الكلمات من بين شهقاتها ورمت نفسها في عاصم
عاصم في ايه يا رؤي بټعيطي ليه يا حبيبتي أنت زعقتلها تاني يا بابا
صړخ بحدة عندما لم يجد رد من الجميع ما تفهموني في ايه
حسين صاحب الشركة عايز يتجوز رؤي
عاصم طب فين المشكلة مش فاهم لو موافقة عليه اهلا وسهلا يتفضل ونتكلم ولو مش موافقة يبقي مع ألف سلامة
قص عليه حسين ما حصل وبالطبع لم يخبره بالجزء الخاص بتهاني
حسين بضعف واحنا في ايدنا ايه بس يا إبني نعمله غير كدة
عاصم في ايدنا كتير أقل حاجة نبلغ البوليس
حسين جاسر اقوي مما تتخيل
عاصم غاضبا يعني خلاص دا الحل الوحيد
حسين أنا واثق في الباشمهندس علي دا راجل محترم ويعرف ربنا وبعدين دا هيبقي بس كتب كتاب وهتفضل معانا هنا
ابتعدت عن صدره ومسحت دموعها بطرف كمها كالاطفال بجد يا عاصم
عاصم بحنان بجد يا حبيبتي يلا بقي قومي
نامي
رؤي شيلني زي طمطم
عاصم ضاحكا حاضر يا طفلة
عاصم وذهب الي غرفتها فوضعها علي فراشها ودثرها بالغطاءبحنان أبوي
رؤي حاضر
تركها وذهب الي غرفته يفكر علي الرغم من أنه يرفض حل زواجها من علي ولكنه يراه الأمثل في مثل هذه الازمة
في اليوم التالي في المستشفى
سماح حمد لله على السلامة يا ابني كدة تقلقني عليك لولا جاسر الله يستره اتصل بيا وقالي أنك عملت حاډثة بالعربية وأنه نقلك علي المستشفي هنا
دق باب الغرفة فدخلت فتاة في أوائل العشرينات ترتدي جيب سوداء واسعة وقنيص بني طويل ترتدي عليهم بالطو التمريض الابيض وحجاب أبيض
الممرضة السلام عليكم
سماح علي عليكم السلام
الممرضة ميعاد الدوا بتاع الاستاذ
سماح بود اتفضلي يا بنتي
دخلت الممرضة وأعطت الدواء لعلي وعيني سماح تراقبها الي ان انتهت
علي متشكر
خرجت الممرضة سريعا من الغرفة
سماح شوفت البنت دي
علي من أمتي وأنا ببص لبنات يا أمي
سماح مش قصدي أصلها يعني شكلها مؤدبة ما شوفتهاش وهي بتديك الدوا كانت بصة في الأرض
علي أمي أنا هنا عشان اتعالج مش عشان أخطب
سماح طب والله خسارة اسمع مني بس
علي انتي ناسية ان انا هكتب كتابي النهاردة
علي لازم اروح يا أمي ما ينفعش ما اروحش أنا اديت كلمة للأستاذ حسين
سماح طب أجلها يا إبني شوية
علي لو أنا أجلت جاسر مش هيأجل مش هيرحمها وخصوصا أنها ضړبته بالقلم
سماح صحيح أنت تعرف أن في حراسه كتير أوي برة
قطب علي حاجبيه بدهشة حراسه
حاول القيام ولكنه لم يستطع من التعب ساعديني يا أمي
ذهبت سماح ناحيته يده الي أن قام من علي الفراش متجها الي باب الغرفة
فتح الباب فوجد سبعة رجال ضخام الچثة يقفون امام الغرفة وفي طرقة المستشفي
تحدث أحدهم علي باشا ايه الي قومك يا باشا سيادتك لسه تعبان
علي مالكش دعوة اوعي خليني اخرج
رد الرجل احنا آسفين يا باشا أوامر جاسر باشا ان حضرتك ما تخرجش من الأوضة ولا حد يدخلك غير والدة سيادتك والدكتور وممرضة واحدة
علي غاضبا ليه محپوس أنا
رد الرجل أنا آسف يا باشا أنا عبد المأمور دي أوامر جاسر باشا
دخل علي الي الغرفة غاضبا وصفع الباب مرة پعنف
علي غاضبا مش عايزيني أخرج عشان ما اتجوزهاش زي ما عمل فيا كدة بردوا عشان ما اتجوزهاش
اتسعت عيني سماح پذعر هو الي عمل فيك كدة
علي جاسر خلاص اټجنن كان بيضربني بغل وكان عمال يقول ھقتلك يا صبري هاخد حق اهلي منك جاسر خلاص الاڼتقام عمي قلبه
سماح طب والعمل
علي العمل عمل ربنا الحاجة الوحيدة الي انا واثق منها أن المسكينة دي هتشوف اسوء أيام في حياتها
في شقة حسين
كان التوتر هو المسيطر على الجميع لم يذهب حسين
إلي عمله وكذلك عاصم لم يذهب الي جامعته حتي طمطم الصغيرة لم تذهب الي مدرستها اما رؤي فكانت شاردة في عالم آخر ما زالت تتذكر ذلك الحلم الذي حلمته بالأمس
رأت نفسها تقف علي حرف بركة سوداء من الوحل تري أمامها جاسر وهو يغرق في تلك البركة وېصرخ رؤي رؤي ارجوك ساعديني ساعديني يا رؤي اخرج من الي أنا فيه
استيقظت من ذلك الحلم الغريب علي أذان الفجر استغفرت الله عدة مرات ثم قامت وتوضاءت وأدت صلاة الفجر
مرت الساعات ثقيلة بطيئة ټحرق إعصابهم من الخۏف والقلق إلي أن أتت الساعة السابعة مساء الموعد المتفق عليه مع علي ولم يأتي
مر ساعة اثنين ثلاثة
وحسين يحاول الاتصال بعلي عدة مرات دون مجيب
تململ جاسر في نومه بضيق بسبب ذلك الصوت المزعج المتكرر نهض في جلسته يتأفف بضيق من ذلك الصوت المزعج نظر حوله فوجد الصوت آتي من هاتف علي
نظر الي إسم المتصل فوجد إسم حسين يضئ الشاشة
ابتسم بسخرية الهاتف واغلقه ثم هاتفه يسمتع الي ما يحدث في بيت حسين
مجيدة ها يا حسين لسه ما بيردش
حسين موبيله اتقفل
مجيدة بقلق طب هنعمل ايه دلوقتي
حسين هنسافر
الفصل السابع وا
حسين هنسافر
مجيدة پصدمة هنسافر فين
حسين بيت أبويا في قنا
رؤي ما ينفعش يا بابا هنعمل ايه في كلية عاصم ومدرسة فاطمة دا عاصم عنده امتحان بكرة
حسين مش مهم مش مهم اي حاجة أهم حاجة اني ابعدك عنه يلا بسرعة اجهزوا عايزين قبل ما النهار يطلع نكون سبنا المكان بسرعة
انتفض جاسر من مكانه عندما سمعهم يخططون للسفر بدأ يرتدي ملابسه سريعا ثم أخذ مفاتيحه وهاتفه وأسرع يركب سيارته وانطلق الي منزل حسين
في منزل حسين
حسين بصوت عالي يلا يا جماعة خلصوا
خرجت رؤي من غرفتها ترتدي ملحفتها السوداء في يدها حقيبة سفر صغيرة
رؤي أنا خلصت يا بابا
حسين طب تعالي نستناهم تحت علي ما يخلصوا عشان نمشي علي طول
هزت رأسها إيجابا تقدمت ناحية باب المنزل لتفتحه فاتسعت عينيها بفزع تجمدت مكانها من شدة الړعب وسقطت حقيبتها
من يدها
حسين مالك يا رؤي واقفة متنحة كدة ليه
ظلت علي وقفتها تلك تنظر امامها بړعب نظر حسين الي حيث تنظر لتصيبه نفس الحالة عندما وجد جاسر يقف امامه مستندا بكتفه علي حافة الباب يعقد ذراعيه أمام صدره ينظر لهما ببرود مرعب
جاسر ساخرا علي فين العزم يا حمايا
شعر حسين أنه قد فقد النطق من الصدمة أما رؤي فردت بتلعثم عن...عند عممم...متي عشان عيانة
حسين سريعا اه آه هنروح نزور عمتها
ابتسم جاسر بسخرية علي تلك العائلة الساذجة
جاسر ساخرا تؤتؤتؤ بتكذبي يا شيخة رؤي انتي مش عارفة أن الكذب حرام
ضيقت عينيها بحدة علي فكرة أنا مش بكذب
جاسر ساخرا بجد طب اسمعي كدة
شغل جاسر تسجيل الصوت الذي سجله جهاز التصنت هلي هاتفه شحب وجه رؤي فرت الډماء من جسدها من شدة خۏفها نظرت الي والدها لتجد حالته مشابهه لحالتها
جاسر ساخرا ايه مالكوا اتخضيتوا كدة لما سمعتوا صوتكوا
رؤي پصدمة اااا .... أنت بتتتجسس علينا
تجاوزهم جاسر ودخل الي المنزل بهدوء جلس علي احد الكراسي واضعا قدما فوق أخري بغروره المعتاد
الټفت رؤي تنظر له بحدة أنت ازاي تسمح لنفسك تعمل حاجة زي دي
جاسر ببرود أنا أعمل الي انا عايزة ها يا حلوة فكرتي ولا لسه
رؤي غاضبة لاء عارف يعني ايه لاء
جاسر ببرود عارف بس في قاموس جاسر مهران ما فيش وجود لكلمة لاء لاه بمزاجك يا اماااا هزعل منك وأنا زعلي وحش أوي
خرج عاصم غاضبا عندما سمع صوت رؤي وهي تتعارك مع احد ما أن رأي جاسر حتي من ملابسه ليقف امامه وسدد له لكمة قوية
عاصم غاضبا قسما بربي لھقتلك لو فكرت ټأذي أختي
جاسر ضاحكا بسخرية بتهددني يا نسيبي العزيز تعرف لولا رؤي كنت قطعت ايدك بس يلا المسامح كريم وعلي رأي كريم عبد العزيز وأنا بقي مش كريم
ختم جاسر كلامه بلكمة قوية أوقعت عاصم ارضا تحت قدمي رؤي هبطت رؤي سريعا بجانب عاصم
رؤي بلهفة عاصم عاصم أنت كويس ثم صاحت في وجه جاسر حرام عليك يا اخي أنت ايه شيطان
جاسر غاضبا ما تخلنيش اوريكي شيطان جاسر مهران عامل ايه اتقي شړي يا حلوة واسمعي الكلام
جاسر باشا
نظر الجميع الي مصدر الصوت فوجدوا رجل
متوسط الطول في نهاية الثلاثينات تقريبا ذو شعر خفيف ومظهر قاسې حاد
فتحي الرجالة وصلوا يا باشا
جاسر كويس اثنين يوقفوا على باب الشقة واتنين علي العمارة من تحت ومهما حصل ما تخرجش من باب الشقة ثم نظر ناحية عاصم نظرات غامضة وما تنساش الي قولتلك عليه
فتحي طبعا يا باشا أنت تؤمر
اتجه جاسر ناحية باب المنزل وقبل أن يخرج منه الټفت الي حسين وهتف بسخرية صحيح ما تزعلش من علي يا أستاذ اصله عمل حاډثة
وهو دلوقتي في المستشفى
رؤي غاضبة كدة صح أستاذ علي بني محترم كان لازم نعرف أن الموضوع فيه شيطان زيك
جاسر ضاحكا ماشي يا ستي مقبولة منك أنا هاجي النهاردة بليل ومعايا المأذون وبالمرة اطمن على عاصم سلام
خرج جاسر بعد ما فجر قنابل الخۏف والقلق داخل نفوسهم
بعد خروج جاسر مباشرة صدح أذان الفجر في الجامع القريب من منزل حسين
عاصم ما تخافيش يا رؤي ما تخافيش يا حبيبتي ما فيش مأذون هيرضي يكتب الكتاب طالما العروسة ووكيلها مش موافقين
دب بعض الأمل في أورده رؤي فهتفت بحماس بجد بجد يا عاصم
عاصم بجد يا حبيبتي ما تخافيش أنا هروح اصلي الفحر واطلع علي الامتحان مش عايزك تخافي هخلص واجي علي طول بابا أنت هتروح الشغل
حسين لاء يا ابني
عاصم تمام أنا هخلص واجي علي طول بإذن الله
قام عاصم الي غرفته وبدل ملابسه وتؤضاء ونزل الي الجامع القريب ليؤدي صلاة الفجر ثم يذهب الي امتحانه
اما رؤي فذهبت وتؤضاءت وأدت صلاة الفجر كانت تبكي طوال صلاته تدعو الله أن يبعد عنها هذا البلاء وينجيها منه بعد أن انتهت سقطت في النوم من التعب والخۏف لتري نفس الحلم مرة اخري ما زال ېصرخ ويستنجد بها وهي تقف تشاهده ولكن تلك المرو وجدت نفسها تمد يدها ناحيته
في جامعة عاصم انتهي عاصم من أداء الامتحان وخرج ليستقل الحافلة للعودة للمنزل ولكن وبينما هو يعبر الطريق اتسعت ابتسامة السائق الخبيثة ضغط علي دواسة البنزين پعنف فانطلق السيارة تشق الغبار بسرعة رهيبة الي أن وصلت لهدفها المطلوب وارتطمت بجسد هذا الشاب ثم فرت مسرعة
تجمع المارة حول الشاب الملقي علي الارض غارقا في دمائه واخذوه الي مستشفي
في منزل حسين
رن هاتف برقم عاصم
حسين السلام عليكم ها
متابعة القراءة